كارثة البنت التى تعامل معها الأطباء بمنتهى القسوة واللاإنسانية، والتى فتح ملفها الزميل المتميز سامى عبدالراضى على صفحات «الوطن»، هى حالة تحتاج الفهم لا الإدانة، والتعاطف لا التربص، والطبطبة لا الجلد والتعذيب. لكى نفهم أكثر سألنا المتخصصين، وكان هذا الرد الشافى الوافى من متخصص مثقف يحترم مهنته ولا يستبدل كتب السحر والشعوذة بكتب الطب، إنه د. قطب عباس متولى خليل، أستاذ مساعد الغدد الصماء والسكر فى الأطفال كلية الطب جامعة أسيوط، الذى شرح الحالة وعلاجها فقال: 1- تشخيص الحالة هو 17-beta-hydroxysteroid- dehydrogenase-3-deficiency رجاء الدخول على الرابط التالى: http: //ghr.nlm.nih.gov/condition/17-beta-hydroxysteroid-dehydrogenase-deficiency 2- المريضة صادقة فى كل كلمة تقولها، فقد تم قيدها فى شهادة الميلاد على أنها أنثى، حيث إنه فى هذا المرض بالرغم أنه ذكر ولكن بعد الولادة تظهر الأعضاء التناسلية كأنها أنثى، ومن ثم تم تربيتها على أنها أنثى من إطالة الشعر وارتداء ملابس البنات، وهى أيضاً صادقة، ولكن عند البلوغ يبدأ إفراز هرمون الذكورة، مما يؤدى إلى كبر العضو الذكرى ليصبح مثل الرجال، وهذا ما حدث معها حيث قالت: لاحظت ظهور بروز فى الأعضاء التناسلية فى عمر العاشرة، ولذلك هى أيضاً صادقة. 3- هذا المرض مصحوب بوجود كبر فى حجم الثديين فى عمر البلوغ لتحول هرمون الذكورة إلى إستروجين، وهى أيضاً صادقة، حيث دخلت المستشفى لتكبير حجم الثديين. من ذلك يتضح أن البنت صادقة، وهذا هو التطور الحقيقى لهذا المرض النادر. 4- هذا المرض يكون مصحوباً بزيادة هرمون Androstenedione ونقص هرمون testosterone بالإضافة إلى عمل karyotyping. 5- قال د. هشام عبدالحميد، المتحدث الرسمى للطب الشرعى، إن الشواذ يلجأون إلى استعمال هرمونات وأدوية لكى تظهر أعراض الأنوثة، ومن هنا أنبّه إلى ضرورة عمل تحليل Androstenedione لأنه أحد العوامل المشخصة للمرض لكى لانتهم الفتاة بالشذوذ. 6- تجدون على الرابط أيضاً مقالة عن نفس المرض لحالتين تم تحويلهما إلى أنثى بالرغم من وجود خصيتين. وأخيراً أتمنى أن أكون قد ألقيت بعض الضوء الذى قد يساعد على تحويل الفتاة مثار الجدل إلى فتاة، وعمل العمليات اللازمة لإزالة العضو الذكرى وعمل مهبل صناعى من قبَل المتخصصين.